تأخر الانجاب عند الرجال

تأخر الإنجاب

3/22/20251 دقيقة قراءة

مقدمة

يُعد تأخر الإنجاب من القضايا الطبية والاجتماعية التي تؤثر على نسبة كبيرة من الأزواج في سنّ الإنجاب. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعرّف تأخر الإنجاب (أو العقم) بأنه عدم حدوث حمل بعد 12 شهرًا من العلاقة الزوجية المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. وقد يكون السبب في ذلك راجعًا للرجل أو المرأة أو لكليهما معًا. تشير الدراسات إلى أن نحو 40-50% من حالات تأخر الإنجاب يكون سببها عامل ذكري بالكامل أو مشترك، ما يجعل من الضروري فهم جميع الجوانب المتعلقة بتأخر الإنجاب عند الرجال.

أسباب تأخر الإنجاب عند الرجال

١. أسباب طبية

أ. مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية

  • قلة عدد الحيوانات (Oligospermia): حيث يكون عددها أقل من16 مليون في المليلتر.

  •   انعدام الحيوانات (Azoospermia): حالة خطيرة، لا تحتوي العينة المنوية على أي حيوان منوي.

  •    ضعف الحركة (Asthenospermia): يعني أن الحيوانات المنوية لا تتحرك بشكل فعّال للوصول إلى البويضة.

  • تشوهات الشكل (Teratospermia): وجود نسبة عالية من الحيوانات المنوية ذات الشكل غير الطبيعي.

ب. دوالي الخصية (Varicocele)

  • تعتبر من أكثر الأسباب القابلة للعلاج، وهي توسع في أوردة الخصية يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها والتأثير على جودة السائل المنوي.

ج. التهابات الجهاز التناسلي

  • مثل التهاب البربخ أو الخصية أو البروستاتا، قد تؤثر على جودة وكمية الحيوانات المنوية.

د. أمراض مزمنة

  • مثل السكري، أمراض الكبد أو الكلى، أو ارتفاع ضغط الدم قد تؤثر سلبًا على القدرة الإنجابية.

هـ. اضطرابات هرمونية

  • مثل انخفاض هرمون التستوستيرون أو اضطراب الغدة النخامية أو الدرقية.

و. مشاكل خلقية أو وراثية

  • مثل متلازمة كلاينفلتر أو انسداد في القنوات المنوية.

٢. أسباب بيئية ونمط الحياة

  • التعرض للمواد الكيميائية الصناعية (مثل المبيدات، المعادن الثقيلة).

  • الحرارة الزائدة: استخدام أحواض المياه الساخنة، الساونا، أو ارتداء ملابس ضيقة.

  • الإشعاعات أو العلاج الكيميائي: خاصة عند مرضى السرطان.

  • تعاطي التبغ، الكحول والمخدرات.

  • التوتر والضغوط النفسية.

  • السُمنة المفرطة.

التشخيص

تشخيص تأخر الإنجاب عند الرجال يتطلب تقييمًا شاملاً يتضمن:

١. التاريخ الطبي الكامل

  • أمراض سابقة، إصابات، جراحات، عادات حياتية، وتاريخ عائلي للعقم.

٢. الفحص السريري

  • تقييم حجم وشكل الخصيتين، وجود دوالي، أو علامات تدل على اضطراب هرموني.

٣. تحليل السائل المنوي

  • أهم اختبار في تقييم الخصوبة الذكرية، يقيّم عدد، حركة، وشكل الحيوانات المنوية، وكذلك لزوجة ودرجة الحموضة.

٤. تحاليل هرمونية

  • تشمل التستوستيرون، FSH، LH، البرولاكتين، والاستروجين لتقييم وظيفة الغدد الصماء.

٥. اختبارات جينية

  • عند وجود حالة صفرية غير انسدادية او انخفاض شديد في عدد الحيوانات المنوية، يتم اللجوء لتحليل الكروموسومات أو

    Y-chromosome microdeletions.

٦. التصوير الطبي

  • أشعة صوتية (دوبلر) للخصية لتشخيص دوالي الخصيتين.

  • أشعة الرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية للبروستاتا عند الاشتباه بوجود انسداد.

العلاج

١. علاج الأسباب الطبية

أ. علاج الدوالي

  • الجراحة المجهرية لربط الدوالي أثبتت فاعليتها في تحسين عدد وجودة الحيوانات المنوية.

ب. العلاج الهرموني

  • في حالات القصور الغدي التناسلي، يُستخدم العلاج بالتستوستيرون أو الأدوية التي تحفز إفراز الحيوانات المنوية (مثل HCG وFSH).

ج. علاج العدوى

  • استخدام المضادات الحيوية المناسبة عند وجود التهابات.

د. الجراحة

  • في حالة انسداد القنوات المنوية، قد يتم إجراء جراحة لإصلاح الانسداد.

٢. تقنيات المساعدة على الإنجاب (ART)

أ. التلقيح الصناعي (IUI)

  • يُستخدم إذا كانت المشكلة خفيفة في الحيوانات المنوية أو في حالات العقم غير المفسر.

ب. أطفال الأنابيب (IVF)

  • تستخدم في حالات فشل الطرق الأبسط.

ج. الحقن المجهري (ICSI)

  • أنجح أسلوب لعلاج حالات العقم الذكري الشديد، حيث يتم حقن حيوان منوي واحد داخل البويضة.

د. استخراج الحيوانات المنوية من الخصية (TESA, PESA, Micro-TESE)

  • يُستخدم في حالات انعدام الحيوانات المنوية أو انعدام الحركة أو التكسر العالي في الحمض النووي للحيوان المنوي.

الوقاية ونمط الحياة الصحي

  • الابتعاد عن التدخين والكحول.

  • الحفاظ على وزن صحي.

  • ممارسة الرياضة بانتظام دون الإفراط.

  • الابتعاد عن مصادر الحرارة الزائدة.

  • تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية.

  • المكملات الغذائية مثل الزنك، السيلينيوم، الفيتامينات C وE، والتي قد تحسن نوعية السائل المنوي.

تأخر الإنجاب عند الرجال هو مشكلة متعددة العوامل، تتراوح أسبابها بين الطبية، الوراثية، ونمط الحياة. ولأنها قد تكون مؤشرًا على مشاكل صحية أعمق، فإن الكشف المبكر والتشخيص الدقيق ضروريان لنجاح العلاج وتحقيق حلم الأبوة. بفضل التقدم في تقنيات المساعدة على الإنجاب، أصبح الأمل ممكنًا لمعظم الحالات، حتى في أصعب الظروف.